.

.

جديد

الثلاثاء، 6 يوليو 2010

قصة ((سمرة)) - ذات الشعر الأشيب

[بيت كالصحراء قاحل، ناضب، تنبت فيه اقحوانة مفعمة بالأسرار متورطة بنسوة تجمدت في عروقهن دماء الحياة حينما توهمن أن الفناء في أول شعرة بيضاء وألقين ظلالهن القاتمة على ((سمرة)) فوسمنها بميسم الكبر والكهولة لكنها انتفضت، وتمرد العربيد داخلها ليكشف عن صبية مترعة بالنشاط والحيوية].

تخرجت (سمرة) من الجامعة وقدمت على وظيفة (معلَّمة) في مدرسة بنات، كل من حولها من فتيات الأسرة تزوجن وأنجبن وبقيت لوحدها تترمض على جمر الوحدة والحرمان، ونظرات الإشفاق تندلع كنيران حارقة تلسع فؤادها المكروب.

((مسكينة قد فاتها القطار!)).

أخواتها الصغيرات يتنازعنها لرعاية أطفالهن في وقت انشغالهن مبررات ((أنتِ فارغة لا زوج ولا ولد!)).

وأمها تستبيح راتبها في إعمار البيت وشراء متقنيات الأسرة قائلة بقسوة:

((ولمن تدخرين الراتب وأنتِ وحيدة!)).

تقف (سمرة) أمام هذا الإعصار المستبد منطفئة الأمل، يائسة الأحلام، فقد خط الشيب خطوطه البائسة على شعرها الفاحم، دميمة عافتها العيون الباحثة عن عروس، وهجرتها النفوس التواقة إلى ولود، كبرت وجفت مواردها وانكسرت أنوثتها على مشارف الأربعين، اغتالت داخلها كل حلم جميل ونبضة شوق لرجل، وهي كالأرض البور مجدبة جافة يبست أعماقها ونضبت مناهلها.

وهمها يحفر داخلها عقدة نقص تنهش فيها غيرة فتاكة تثور بانفعال هستيري متى ما مس أحد وتر الزواج أو الحمل، ويأخذ جسدها في السمنة والترهل ويشتد إحساسها بالجزع واليأس، تنكب في وحدتها المضنية على مشاهدة الأفلام الرومانسية وقراءة الروايات العاطفية، تتضور عاطفة ساحقة وتظن أنها بهذه المسكنات تقهر جوعها القاسي.

ويجن عليها ليل الغربة وكل خلية في دمها تصرخ مستغيثة من ظلم أم جحود وأخوات بليدات، مجروحة أينما اتجهت، مهانة كيفما فعلت، وكأن الزواج جواز مرور إلى دنيا السعادة وإلا فالعانس كما يصفونها منبوذة في العدم.

جردتها الأم من كل عوامل القوة وأذعنت في ذبح كبرياءها مستهينة بقدراتها الذاتية وعنفوانها الأنثوي قائلة باستنكار:

((مهما نجحت الفتاة فلا قيمة لها دون زوج)).

وتنكفئ (سمرة) بحزنها وأساها منزوعة القيمة والقدر تأخذها حيرة كئيبة ((ماذا تفعل لتخرج من هذه البيئة الموبوءة التي ترهن قيمة الأنثى بحالة زواجية وإن خالفها القدر حكم عليها بالإعدام، تتمنى لو تتزوج لكن كيف السبيل إلى ذلك والأبواب مؤصدة، يئست من أمرها واستسلمت لمصيرها فقد بلغت من ا لعمر ما جعل الرجال يتورعون عنها ويغادرونها إلى أخريات أكثر وفرة وخصوبة.

لجأت إلى الخاطبة تغدق عليها المال بسخاء كي تشق لها بصيص نور وسط ذلك الظلام الدامس، بيد أن الخاطبة تستدرجها في طمع حتى أدركت الفخ، وها هي سنين الوحدة تأكل مخزونها وترسم أمائر البؤس والشقاء على محيّاها.

فكرت في أمرها طويلاً حينما استبد بها الجزع وبحثت عن مخرج لأزمتها الطاحنة، وكان قرارها أن تترك جو المدرسة الخانق وتلتحق في وظيفة إدارية تبعث في أعماقها شيئاً من الحيوية وكان الاختيار مركز بحثي في الوزارة باشرت في الإجراءات دون إبطاء لتستأنف العمل في مطلع السنة الجديدة.

كان كل شيء حولها ينضح بالنشاط، العمل البحثي خلق داخلها إحساساً بالتغيير وكسر الروتين، تخرج في بعض الأيام إلى الجامعة لتطبيق نماذج استبيان على الطلبة والمدرسين والإداريين، كان عالمها هنا مختلف عن المدرسة وأجوائها الرتيبة، ورئيس المركز دفعها لتتمرن عبر دورات بحثية في مركز التدريب مثل دورة النجاح الوظيفي، دورة في التفكير الإيجابي، دورة في كتابة البحث العلمي.. الخ.

آفاق جديدة تأخذها إلى عالم أرحب، شحذ حوافزها بجموح وتوثب وإذا بها شعلة حماس، جمرة نشاط يكمن داخلها كل عناصر القوة لكن البيئة الملوثة اضطهدتها ورمتها بالتسفيه والسخرية، وقمعت فيها كل بوادر الطموح والرقي الوظيفي، أحبت عملها وتفانت فيه وأبدعت في إعداد برامج جديدة للمركز وأجرت بعض التعديلات، أعجب رئيس المركز بأدائها فرشحها لرئاسة القسم وبعثت هذه الترقية في حياتها شيئاً من التحدي فسعت إلى تغيير نمط عيشها وتبديل هيئتها واستظهار جمالها الكامن، ذهبت إلى الصالون وصبغت شعرها الأشيب وقصت شعرها بنموذج طفولي يبرز مواطن الجاذبية في ملامحها، ثم التحقت في نادي رياضي ومارست كل برامج التخسيس وفنون التجميل لاستعادة الحيوية والنضارة إلى بشرتها، فانصقل جسدها بشكل جديد، إنها (سمرة) جديدة بهيئة واثقة وبروحية متفتحة وكان الحصاد إحساسها بالتناغم والتصالح المحبب مع النفس، فإذا بها تشع حب وإيمان وثقة وتفاؤل، اختفت نظرات الإشفاق المذلة لشخصها وطرأت على من حولها رغبة جارفة في سبر أغوارها واستكشاف طويتها لكنها معرضة في كبرياء، متعالية في إباء، فكرت في ترميم حجرتها الخاصة وشراء أثاث جديد وستائر زاهية الألوان وأمها تتحفز إلى سؤالها عن هذا السر الدفين والانقلاب المفاجئ في حياتها و(سمرة) تجنح إلى استقلاليتها والتوحد بحياتها وهي سعيدة بهذا النهج، تعرف الآن كيف تفر من شبح الوحدة حينما يعصف بذهنها متخذة الجانب الإيجابي منفذاً لمعاناتها، وتمزق أغلال الكآبة عن روحها المختنقة سنين طويلة لتنطلق في دربها الجديد بتفاؤل وأمل.

ذات صباح جاءت بوجهها الناضح حيوية تشمخ باستعلائها على ضعفها، دعاها رئيس المركز أن تحضر إليه في مكتبه لأمر هام فظنت أنها عادته كل صباح يطلع على تقريرها المفصّل عن اجتماع اللجنة ويتابع نتائج الاستبيان الأخير الذي تم تطبيقه على طلبة المدارس الثانوية والذي أخذ منها وقتاً طويلاً.

بادرها بالسؤال عن نشاطها وهي تستجيب ببشاشة وانفتاح حتى تلكأ وهو ينحى بحديثه ناحية مختلفة تماماً عن طبيعة العمل، أطرقت وكان هاجسها صائباً فيما لهج به قلبها.

((لم أرَ في حياتي إنسانة ديناميكية وحيوية مثلك يا سمرة)).

غاصت في مقعدها حرجاًَ.

وتابع:

((أثرتِ إعجابي بشدة، فقد لمحتك ذات مرة وأنتِ تعملين بجميع حواسك)).

حدجته بنظرة دهشة وقلبها ينشرح من شدة السعادة.

ومضى يعبّر:

((تعرفين أني أرمل، توفت زوجتي قبل خمس سنوات ولي أبناء متزوجون وأعيش وحيداً أحتاج إلى إنسانة تقربني في الفكر والروح، حاضرة البديهة، نشيطة، تدخل البهجة إلى حياتي، وأنا لا أفكر بالإنجاب أبداً فلي أحفاد كثر يملؤن عليّ البيت في أيام الأجازات)).

كادت أن تقفز من فرط السعادة وانعقد لسانها من شدة الحرج.

((هل أضمن الموافقة)).

هزّت رأسها مستجيبة.

وتزوجت سمرة من مديرها وانتقلت لتعيش في بيته الفخم وكان خبر زواجها خبطة هزت الجميع وأذهلت قريباتها بل صرن يغمزن إليها بشيء من الحسد والغيظ.

هل حقاً أن العانس ليس لها محل في دنيا السعادة؟

استلقت على سريرها بعد أن خرج الزوّار من بيتها تفكر وابتسامة مشرقة تشق عتمة الليل وزوجها يرقد في سباته:

((إن هذا الإحساس السوداوي ينبع من ذات المرأة وهي تعيش جواً غائماً في ورحها فتعكس الصورة على الآخرين إنهم استضعفوها عندما اعتقدت في ذاتها أنها ضعيفة، واحترموها حينما احترمت ذاتها ومزقت شرنقة الكآبة البغيضة)).

وهكذا قررت (سمرة) أن تستعيض عن نظاراتها السوداء بأخرى وردية لتجد السعادة تنبع من داخلها ومن طريقة تفكيرها فقد أطلقوا عليها عانس عندما ظنت نفسها هكذا، وعرفوها ناجحة عندما أظهرت قدراتها..

بعد سنوات قليلة تقلدت منصب إدارة المركز حينما تقاعد زوجها.. وها هي الآن مديرة يُشار لها بالبنان والفخر طوّرت المركز بشكل مذهل وساعدت في تنمية النشاط البحثي في الوزارة.
تابع القراءة

السبت، 3 يوليو 2010

زوجة بلا ماضٍ ( البيت السعيد 4 )


سألتني إحدى النساء قد تم عقد قرانها الشهر الماضي وهي على وشك دخول قفص الزوجية، هل أصارح زوجي بالماضي؟ فهو يستدرجني باستمرار لمعرفة خبايا حياتي وأنا خائفة مترددة أخشى أن أصارحه فأخسره، لكن ألا يعتبر إنكاري لتجربتي السابقة نوعاً من الخداع والغش؟
وأقول:
إن أكبر خطأ تقع فيه المرأة حينما تكشف للرجل خباياها الخاصة وأسرارها الدقيقة لأن لحظة الهدأة والسلام قد تتبدد يوماً ما لتظهر فيه الخاصية الذكورية التي تفقده اتزانه، فيحاسبك على هفوات وسقطات انقضت ويظل يلاحقك بعارها كلما غشب ولهذا أنصح الفتيات والنساء بالانتباه إلى كلامهن وزلات ألسنتهن، لأنها عند الرجل محسوبة ومسجلة في ذاكرته فإن مرت بسلام اليوم لن تكون إلى مستمسكا ضدك في وقت آخر.
والزوجة التي أفشت سر أبيها أنه صاحب علاقات محرمة وأن أمها مظلومة، ونفست عن كربها في لحظات صفاء وسلام مع زوجها، جاء ذلك اليوم الذي عربد في زوجها متخذا من سيرة أبيها مبرراً لنزواته فندمت على ما فعلت.
والفتاة التي صارحت خطيبها أنها كانت على علاقة بابن خالتها لكنه هجرها كانت ردة فعل خطيبها أن رمى الدبلة في وجهها وهرب.
وإحدى الزوجات أيضاً قالت لزوجها إنها عملت عملية تجميل لأنفها قبل الزواج فأخذ في ما بعد يتشكك في كل جزئية من جمالها، ففي كل مرة يسألها ماذا فعلت بوجهك هل عملت عملية شد؟!
هناك مساحات خاصة في حياة المرأة يفترض أن تغلف بغلاف السرية نظراً لتداعياتها السلبية مستقبلاً على حياتها الزوجية إن عرف بها الزوج، فما الضرورة لأن تكشف لزوجها هذه التفاصيل.
فأقول للمرأة السائلة لا ينبغي أن تفتحي النار على عشك الزوجي فتحرقين الأخضر واليابس، حاولي تدارك الأمر بطريقة ذكية طالما الماضي اندفن وردمت ذكرياته مع الأيام.
توأم الروح
مراحل حياة الرجل الخمس
أجمع السيكولوجيون وخبراء علم الاجتماع والأجهزة الداخلية والغدد الصماء والأعصاب عبر بحوثهم الطويلة أن الرجال يمرون عبر حياتهم بمراحل تتغير فيها نفسياتهم وتحدث لهم تحولات كبيرة، فكل الرجال على اختلافاتهم سواء كانوا زعماء، قادة، أطباء، مثقفين، عمالاً، يمرون بخمس مراحل تبدأ المرحلة بعد سن المراهقة، وهي كالتالي:
1  -  للأمام وللأعلى:
        وهي مابين الواحدة والعشرين وحتى الخامسة والثلاثين، حيث يسيطر على الرجل القلق والتوتر إذ يركز الرجل على تكوين نفسه في العمل وفي الزواج وبدء تكوين أسرة.
2  -  الاندماج والتعزيز:
        وهي المرحلة التي تقع ما بين الخامسة والثلاثين إلى الأربعين وربما لأكثر بسنوات قليلة، حيث تنضج خبرته وتتخذ حياته شيئاً من الهدوء والتفكير.
3  -  محور الارتكاز:
        وهي من فترة الأربعين وحتى فترة الخمسين أو الخامسة والخمسين، فهو الوقت الذي يشعر فيه الرجل أنه وصل إلى منتصف العمر وهي تتميز بالاستقرار النفسي والبدني، وهذه الفترة تحدد نوعية وشخصية الرجل بقية حياته، حيث في هذه الفترة تتقرر حياة الرجل، ولذا يطلق عليها محور الارتكاز وهي أكثر المراحل حرجاً وصعوبة في حياته.
4  -  التوازن:
        السن من الخمسين وحتى خمس وخمسين وحتى سن التقاعد، وقد تكون هذه المرحلة أجمل مراحل العمر إذ استطاع الرجل أن يحل مشاكل مرحلة الارتكاز، فإن هذه السنوات ستصبح انتقاماً مريراً لهذه المرحلة.
5  -  التقاعد:
وقت القناعة والرضا والهدوء والإشباع أو الاستياء والغيظ وخيبة الأمل والخوف، كل ذلك يتوقف على مدى كيفية خروج الرجل عبر هذه المراحل العمرية المختلفة ستكون قادرة أكثر على التعامل وبسهولة معه، بل ومع جميع الرجال الذين تعمل معهم وستكون حياتها الزوجية هادئة ومريحة.
هموم تربوية
قصص الأطفال
عالم القصة يدهش الطفل ويحلق بخياله نحو آفاق أوسع ويشبع ذاته بالمفاهيم والأفكار ويجعل حياته مليئة بالسعادة والفرح، فالأم الذكية هي التي تخصص السعة الأخيرة من موعد نوم الطفل لقراءة قصة ينتقيها من مكتبته الخاصة لأن هذه الساعة ستثمر لاحقاً سنين مفعمة بالمبادئ والقيم والأخلاق.
فالقصة أسلوب تربوي غير مباشر يمكن من خلالها نهي الطفل عن سلوك سلبي أو ترغيبه بخلق معين فيمتص ذهنه منذ الطفولة كل مفاهيم القصة الخلقية والتربوية والقيمية بشكل أفضل من الأسلوب الوعظي المنفر، فاختيارك الجيد للقصة يعني رسم مسار هادف لحياة الطفل، وهذا الجهد يتطلب معرفة مضمون القصة والقيم التي تنادي بها القصة وبطل القصة، ولهذا ينبغي الحرص على اقتناء القصة التي تتلاءم وديننا الحنيف ومنسجمة مع قيمنا وأخلاقياتنا لأن القصص القائمة على السحر والشعوذة ورط القوى الخارقة التي هي من صفات الخالق عز وجل بمخلوقات عادية يسبب للطفل نوعاً من الخلل في معتقداته، فعلى سبيل المثال الساحرة أو الجنية التي تحول حبة اليقطين إلى عربة والجرذين إلى حصانين عبر عصا سحرية إنه أمر قد يجد فيه المتعة لكنه في لا شعوره يستدرك كيف يمكن لهذه الساحرة أن تفعل ذلك وهل يمكنه هو شخصياً الإتيان بهذا العمل.
هذا ما جاء في قصة (سندريلا) في حين إذا أردنا أن نبني في وجدان الطفل قاعدة عقائدية منذ الطفولة بإمكاننا أن نربط في ذهنه أنه نتيجة لصبر سندريلا وطيبة قلبها وأخلاقها وتسامحها كافأها الله عز وجل فأنزل عليها من السماء حورية الجنة لتهب لها عربة ملكية وثوباً جميلاً، إن الترجمة الحرفية للقصة الأجنبية دون رقابة للأسف تسبب للطفل اختلالاً في مفاهيمه خصوصاً في السنوات الخمس الأولى التي هي أساس وركيزة الشخصية مستقبلاً.
لهذا أدعو الأمهات إلى التأني في انتقاء القصة المناسبة للطفل لما لها من أثر في نموه الفكري والنفسي والأخلاقي.
نصائح ذهبية لحياة سعيدة
كيف تدير وقت العمل؟
كل الناس تعيش خلال 24 ساعة مقسمة ما بين عمل وراحة وتعاملات يومية، لكن من هو الشخص الذي ينظم الـ 24 ساعة بشكل جيد ويستثمر وقته بصورة مثالية، فهناك أناس منظمون ينجزون بشكل مثالي وينتجون أكثر من غيرهم، وهناك من يعيش في فوضى.
سأقدم لك خطوات ميسرة تساعدك على استثمار وقتك بطريقة أفضل وهي:
1  -   اجعل مكالماتك في ساعات الصباح الباكر لأنك تجد الناس في هذا الوقت منهمكين في شرب الشاي والقهوة.
2  -   استخدم ساعات الصباح المتأخرة ما بين (9-10) صباحاً للقيام بالأعمال التي تطلب إبداعاً وجهداً كبيراً لأن القدرات العقلية لدى الإنسان تكون في ذروتها في تلك الساعات.
3  -   استغل ساعات الصفاء الذهني وقم بأكثر الأعمال والأنشطة صعوبة.
4  -   أوجد لنفسك مكاناً تختبيء فيه عن الأنظار مثل غرفة اجتماعات ولكن دع شخصاً واحداً يعرف مكانك ليكون حلقة وصل مع الآخرين.
5  -   في فترة ما بعد الظهر ومع نهاية اليوم يجب أن تقوم بالتخطيط في صباح اليوم التالي وضعها أمامك، تذكر المكالمات التي قمت بها صباح هذا اليوم، خذ الملاحظات المتعلقة بها ثم ضعها فوق الطاولة لكي تقوم في صباح الغد بإنجازها إن كانت خططاً أو مكالمات.
تابع القراءة

الخميس، 1 يوليو 2010

زينب بنت الأجاويد - الحلقة 2

(( المرأة في الغرب ))




أخذني المصعد إلى الطابق الأرضي من الفندق مدفوعة بشغف نحو عالم نسوة من نوع خاص ودعوة لميس المفعمة غذت فضولي، كانت المائدة عامرة بوجوه جديدة والنادل لا ينفك عن ضيافتهن بخضوع من يتوسم أنهن لمعة نسوة متميزات، استدعتني لميس بعينيها المنفعلتين ومن قبل حفاوة الكلمات، فحرارة الحوار الذي أثارته سيدة أجنبية جذبني إلى المتابعة. رددت بحماس: ليتني كنت مكانها.


تشهق منى عبد الناصر في غرابة: تتمنين مكانها بينما العمل يمنحك كينونة خاصة وشخصية مستقلة. السيدة الأجنبية واسمها "صوفي" : "لأني سئمت العذاب اليومي والاستهلاك المرهق لأعصابي، أحلم أن أملك داري ورجلاً يغنجني ويرعاني وينفق عليّ من ماله الخاص، ما عدت أحتمل أعباء المكتب وتكاليفه وصلافة العملاء وأزمة المواعيد والارتباطات، أريد أن أخرج عن حالتي المتوترة والضغوط النفسية المتفاقمة، فصديقتي "كارولين" صارت نزيلة في مصلحة نفسية رغم أنها ذات عقلية عبقرية!".
اغتاظت د. إنعام خلدون:
معنى هذا نعطل نصف طاقة العالم الاقتصادية.
منى عبد الناصر: إن نجاح تجربتكم الحضارية يعود إلى حرية المرأة ومساواتها بالرجل حتى تبوأت أعلى المناصب وقادت الرجال. هذه مفارقة عجيبة وآراء متناقضة تحتاج إلى وقفة تفكير. عبرت عن دهشتي في مداخلة عارضة.
وأضافت لميس:
هذا أنموذج لبحث نعده في المركز الثقافي عن تجربة المرأة في الغرب.
ثم التفتت إليّ قائلة:
صوفي مديرة مكتب هندسي ومحاضرة في جامعة السربون، التقيناها ضمن نخبة من الناجحات في عالم الغرب لنقطف من هذه التجارب العبر والدروس.
قلت في مداخلتي:
أظن أننا ينبغي أن ندرس النتائج التي انتهت إليها تلك النسوة الناجحات والتي تفضي باعتراف صريح أن المرأة تحتاج إلى قراءة ذاتها المتزنة والتي ضيعتها المطامع.
لميس في حملة اعتراضية:
عندما تجد المرأة شريكاً صالحاً فإن البيت يغويها لتسكنه وبذلك تستعيد توازنها، فالرجل إما قوة جاذبة أو طاردة للمرأة.
إنعام:
المسألة تدور حول تفعيل طاقة المرأة لنهضة المجتمع المعطل، فالرجل بأنانيته ورغبته في استحواذ المرأة قمع إحساسها بأي شيء دونه.
منى:
آه يا لأنانية الرجال ومزاجيتهم، لو أرادت الواحدة منّا أن تحقق ذاتها لجاز لها أن تدفع الأثمان باهظة.
(انتبهت إلى نظرات لميس وهي تغرق في الذهول وصدق حدسي، أنزوينا في جلسة خاصة استجابة لطلبها).
حديث خاص:
عبرت لميس في إعتذار إلى الحاضرات، كانت متحفزة أكثر من النهار.
لميس: أنا مرهقة يا زينب أحشتاجك بشدة، أشعر أن الله قد بعثك لي من جديد.
زينب: شعرت بذلك.
وباندفاعها الذي عهدته في سنين صباها تنهمر كلماتها حارة، منفعلة، حاشدة..
لميس: ماذا أقول يا زينب عن حالتي المضطربة وقد ارتبطت برجل مهم في الدولة بزواج سري، وقد بلغت علاقتنا شفا حفرة، إذ لا يرضخ لمطلبي في إشهار زواجنا وتسويفه غير المبرر يثبت لي أني لست سوى خليلة شرعية.
ما عذره؟ (سألتها غاضبة).
لميس: مركزه الاجتماعي وسمعته فأنا مذيعة مشهورة ومطلقة، ويعتقد أنها أسباب وجيهة لكتمان زواجنا.
قلت لها قاطعة:
- هذا لأنه لا يحبك.
انحنت كالزهرة الذابلة وأطلقت حرقتها من قلب مكدود.
- تعبت من الرجال ومن مواقفهم المتخاذلة، لقد أعطيتهم كل شيء، كل ما أملك، حياتي وشبابي ولم أحصد إلا العذاب والحرمان.
أشفقت عليها:
زينب: وهذا هو الخطأ يا عزيزتي فأنتِ قدمتِ نفسك الممزقة على طبق من ذهب فكان زوجك هذا متمكناً من إبقائك متلاشية، ضعيفة تحت هيمنته، وظننتِ أنه قوة تدعمك وتلملم شتاتك وحدث العكس وهذا يتنافى مع الحب السامي القائم على الأخذ والعطاء.
لميس: أنا مترددة، تارة أفكر في الطلاق منه وتارة أخرى أتراجع، إذ أخشى الوحدة والعودة إلى سيطرة أخي وجبروته.
زينب: مسكينة أنتِ يا لميس بدأت أقلق عليكِ أكثر من أي وقت مضى ويدهشني وجودك في هذا العالم الاقتحامي المتنمر والذي يناقض طبعك المرهف.
غامت في حزن عميق ثم عبرت في حيرة:
لميس: لا أدري ربما واجهة جميلة لمنتديات ومحافل ثقافية تستدرج الجماهير عبر رموز شهيرة، انتميت إلى هذه الجمعية لأنها تدعمني وتشعرني بأني مسنودة.
زينب: يعني ردود أفعال ليس إلا فقد فقدتِ البوصلة التي توجهك نحو المسار الصحيح.
وبررت كمن تنفي عنها الحرج:
لميس: ربما، لم تعلمي ما فعل بي زوجي السابق، فقد هجم عليّ في الأستوديو وأشبعني ضرباً أمام الناس.
زينب: ربّاه ما أصعب الموقف.
لميس: دائماً أشعر بحاجة إلى الأمان، أريد أن أحمي نفسي من أخي الظالم ولهذا بقيت أبحث عن رجل قوي يدعمني ويحميني وقد مررت بتجارب كثيرة انتهت جميعها بالفشل، وآخرهم كان عبد الرحيم مرزوق.
زينب: عضو البرلمان الشهير؟!
لميس: أرجوكِ احتفظي بسري لئلا..
زينب: تعرفيني جيداً.
لميس: بالتأكيد فلطالما كنتِ لأسراري مستودعاً.
أطرقت في حرج ثم تابعت:
زينب: لكن أتدرين أن له زوجة متوحشة.
لميس: أعرفها وأظنها الرعب بعينه!.
زينب: ربما لأنها ابنة رجل الأعمال (إبراهيم المعتمد). تنهدت
لميس: حياصة مرتبكة يا زينب حتى أني أعالج عند طبيب نفسي لفرط ما عانيت من اضطرابات وقلق، والعلاج ليس سوى أقراص مهدئة أتناولها كل ليلة لأنام.
زينب: ألم ترزقي بطفل؟
أخذت نفساً عميقاً:
لميس: أبداً، فقد أجهضت مرتين.
ثم سألتني:
- وأنتِ؟
زينب: أنا لي بنت وولد، ابنتي الكبرى في الجامعة وولدي في الثانوية العامة.
لميس: وكيف هي حياتك؟
زينب: الحمد لله على كل حال، فحياتي مستقرة نوعاً ما وزوجي رجل طيب وهو طبيب مكافح. لميس: هل تحبينه؟
زينب: إن من تعرف (عليّ) لابد أن تحبه.
لميس: لأنه رجل طيب.
زينب: ولأني أعرف كيف أعامله وأحترمه.
واستغرقتها نوبة شرود:
لميس: والله زمان يا زينب يسعدني أن نستأنف علاقتنا من جديد، ومتى ستعودين إلى الكويت؟
زينب: غداً بإذن الله..
وسألتها عن عودتهن، فقالت: خلال أسبوع، توقعي اتصالي.
عدت إلى المائدة العامرة بباقة متألقة من النساء لأودعهن فأنا سأغادر جنيف فجراً.
جهزت حقائب السفر بينما (علي) منهمكاً في قراءة بعض التقارير، التصقت به متوددة فقد تفق إحساسي بشكل غير منطقي، التفت إلى حاولت استنطاق مشاعره الداخلية لكنه بتر الوصل فخيب رجائي قائلاً:
الحمد لله فقد انتهينا إلى توصيات مهمة.
- ألا نتعشى يا عليّ؟
- أكلت بعض الساندوتش مع الأعضاء..
انقبض قلبي لأنها مرات مريرة ينهشني الإحساس بالوحدة..
- لم نأكل معاً إلا مرتين في هذه الرحلة؟
- سأعوضك عزيزتي.. وتأكدي أن صبرك هو سبب نجاحي، أحمد الله أن وهبني امرأة مثلك.
تراجع غضبي وتذكرت مشهداً في طفولتي وأنا أقف خلف الباب الموارب عندما عنف أبي والدتي وقت أن ألحت عليه في تناول العشاء.. كان صوته هادراً بالغضب ياكابد هماً يحمله إلى البيت.. صرخة جارحة هزت أرجاء البيت:
كم أنتِ لجوجة قلت لكِ لا شهية لي.
تحمر وجهها في اضطراب وتلعثم لسانها قائلة له:
لكنك خرجت منذ الصباح ولم..
لكنه خرج وصفق الباب وراءه..
لقد بكيتُ وقتها انكسارها الحزين حتى غفوت، لكني صحوت صباحاً على وجهها المتألق نضارة وأبي المتهالك في استرضائها يصب لها الشاي المعطر بأريج حبه ورطب لسانه، ثم قبلها وخرج إلى عمله.
اقتربت منها أتساءل:
من يراكِ ليلة أمس يظن أن جرحك لن يبرأ أبداً.
ابتسمت في نشوة وهي تحمل الأطباق إلى المطبخ:
أبوكِ يحبني يا زينب وإذا لم أتصبر عليه فإلى من يذهب بهمه، فهو لا يترك أثراً للجرح في قلبي، سرعان ما يطيبه برضا وحنان.
أفقت من شرودي على كلمات (علي) وهو يقدم لي حزمة أوراق:
اقرئي هذه التوصيات يا زينب، أحب أن أسمع رأيك.
تنهدت أحدث نفسي:
الحب يأخذ لوناً آخر في التعبير!
أكدت لنفسي أني في ذات السياق:
أمرك عزيزي.



تابع القراءة

رواية (( زينب بنت الأجاويد ))

(( مؤتمر في جنيف ))


(زينب عبد الوهاب) أستاذة جامعية وناشطة.
(علي عبد الغفور) زوج زينب.
(لميس) مذيعة في الإذاعة والتليفزيون.
(منى عبد الناصر) باحثة في شؤون المرأة.
(الدكتورة إنعام خلدون) رئيسة جمعية المرأة الشرقية.
(عفاف) ابنة زينب عبد الوهاب.
(عمار) ابن زينب عبد الوهاب.
(سلوى حميد) ممثلة وزوجة المخرج منيف شادي.
(محمود فهيم) أديب مشهور.




عزيزتي (س):
الفتاة التي استوقفتني حينما كنت خارجة من قاعة المحاضرة والتي استقرأت في عينيها حيرة جيل بكامله قد ضللته التيارات الفكرية المتصارعة، فأخذت تميل به في كل اتجاه، سألتني هل تؤيدين حق المرأة السياسي؟!
لم أكن عاجزة عن الرد في بضع كلمات قصار، وإنما صقلت لها تجربة حقيقية من أرض الواقع لتفهم أن هناك فرقا شاسعا بين التنظير والتطبيق والمعتقدات والسلوك وستؤمن بالحقيقة في منأى عن كل تأثير ومعزل عن كل إيحاء.
عزيزتي (س):
الإجابة الفعلية تكمن في قناعاتنا الفكرية بمبدأ ما أو معتقد معين والذي نستوعيه في مشاعرنا كأمر حتمي مفعم بالحماس والفاعلية فنعززه من خلال مواقفنا الداعمة للمرأة، أحيانا ننادي بشعارات تفتقد إلى الاعتقاد الراسخ ونظن أننا نخدم المرأة، وفي الحقيقة أننا نعرقل تطورها الفكري ونعيق نموها الذاتي دون وعي، ومرات أخرى نؤمن بموقع المرأة المهم في الحياة وموقفها الإنساني الذي يشاطر الرجل في التكاليف والمسؤوليات الشاملة لكل مجالات الحياة، لكننا نهزم أمام التقاليد الموروثة التي تشكل قوة نفسية مغروسة في اللا وعي، فنقع في تناقض بين قرار الوعي وقناعتنا في اللا وعي.
إننا نفتقد حالة الاتزان في تشخيص حق المرأة السياسي وهل هو جزء مبتور ومستقل عن منظومتها الحقوقية الشاملة أم هو حق مشرع ومقرر من قبل الله عز وجل لكنه غير مفعل.
عزيزتي (س):
اقرئي أحداث هذه الرواية وتجربة نسوة خضن غمار الحياة بكل صنوفها وقيمي بذاتك مواقفهن لتحددي رؤيتك بعد أن تكتشفي تماما، ما معنى الحق وهل هو ملكية مغتصبة تنتزع من أصحاب القرار أم شعور ذاتي يعتمل داخلنا وكأنه جزء من نسيج شخصيتنا، لا أرغب في تلقينك إجابة تقليدية بل أفسح لعقلك طريقاً للنقد والتحليل حتى تصلي بنفسك إلى حالة الانسجام بين ما تعتقدين وما تعملين..
جنيف / سويسرا / فندق برزدنت
ثرثرة نسوية عابرة جمعتني بثلاث نساء في مقهى فندق "برزدنت" المطل على بحيرة جنيف، بينما كنت أرافق زوجي في أحد مؤتمراته الطبية، لم أكن أقص التطفل وقد كن منهمكات في حوار متناغم شف عن انسجام فكري شديد، لكن الشقراء منهن اجتذبتني لأني أعرفها منذ زمن بعيد حينما كنا على مقاعد الدراسة في المرحلة الثانوية، اقتربت في إبطاء مهذب وقصدتها، صحت بغتة:
- "لميس"؟!
انفرجت شفتيها عن بسمة وضاءة واحتضنتني ملء ذراعيها.
- "زينب"؟!
- يا الله كم هي الدنيا صغيرة.. تفضلي تفضلي.
تأملت وجهها مليا والذكريات البعيدة ترسو على رصيف الذاكرة.
- لم تتغيري، ما زلت ناعمة ورشيقة.
- شكراً زينب على هذا الإطراء، فأنا بالمثل أراك يافعة، جميلة.
"وغمزت بطرف عينها" لكن مع قليل من الجرامات".
شعرت بالحرج بعض الشيء.
زيادة طبيعية بفعل الحمل والإنجاب.
انقبض قلبها وطافت سحابة حزن على محياها.
أشارت لي أن أجلس ثم عادت لبيعتها بعد ومضة انزعاج عارضة.
- أعرفك بالزميلتين العزيزتين: منى عبد الناصر "باحثة في شؤون المرأة" والدكتورة إنعام خلدون "رئيسة جمعية المرأة الشرقية"..
طبعاً عرفتما أنها صديقتي أيام الدراسة "زينب عبد الوهاب"..
- موظفة؟ "تساءلت الدكتورة إنعام"
أستاذة في كلية العلوم الاجتماعية تخصص "علم نفس".. ألفيت الإجابة متثاقلة وقد استقر أن بعيونهن خبيئتي وما تطوي هذه الرتبة الوظيفية من مهابة وفخامة، فهو اللقب الذي زادني بسطة في العلم.
تبدد وجومهن وانفتحت مغاليق قلوبهن وعرفت بعد انغماري في الحديث معهن أنهن جئن تلبية لدعوة خاصة من زوجة وزير الثقافة السويسري وحضورهن إلى جنيف كان بدافع التعرف على واقع المرأة الاجتماعي والسياسي في أوروبا ونشاطها المتقدم في كل المجالات ومحاولة تخصيب تجربتهن النامية بفكر حضاري متجدد يتناغم والفكر المعاصر. تساءلت في دهشة وأين أنت يا لميس من كل هذا العالم أما زلت تكتبين الشعر؟!
- ضحكت بمرارة ساخرة.. كتبت الشعر حتى جف قلبي فلما جف قلبي هجرت الشعر.
- سمعتك ذات يوم في الإذاعة.
"أجل"..
كانت إجاباتها المقتضبة تبتر فضولي وتقطع على طريق الاستكشاف، فما عهدتها متكتمة بهذا الشكل ولعلي كنت أبحث عن مدخل غير واع فيها يستدرجني إلى حقيقتها الغامضة، والغريب في الأمر أنني لم أجد أي علامة من علامات الأمومة على مظهرها بعد هذه السنوات، فما زالت فارعة نحيفة كما كانت في المدرسة.
رن هاتف منى بينما كنا منهمكات في الحديث.. استأذنتنا للحظات فسألتني الدكتورة إنعام "متى ستعودين إلى الكويت"؟
- بعد يومين.
- كنت أتمنى لو أسمع آراءك في المرأة خصوصاً وأنك أستاذة جامعية لها خبرة ودراية؟
هبت لميس من فورها.
- ستعجبك زينب يا إنعام فهي مناضلة من الطراز الأول.
وأكدت الفكرة، "نعم مناضلة من أجل المرأة".
عادت منى غاضبة وقد ألقت تلفونها على المنضدة بعصبية متأففة..
- هذا الرجل لا يكف عن إزعاجي بشكل مرضي.
- لميس: "فليعينك الله عليه.. أكسري القيد وتحرري منه".
أطلت النظر بلميس مأخوذة بتعابيرها فتجرأت.
"لم تحدثيني يا لميس عن هذا القيد الذي انكسر؟!"
اضطربت وشاب وجهها حمرة "انفعال ألم تعرفي أني قد تزوجت المخرج سالم برغش بيدب أنه قتلني بغيرته وشكوكه المرضية فقد أقبرني كما فعل بي أخي بسام واستعبدني حتى حطم موهبتي الشعرية".
إنعام: "مشكلة الرجل ظنه الخاطيء أن المرأة ما زالت في عهد الحرملك وجواري القصور".
- منى: لقد صنعت زوجي في وقت لم يكن سوى نكرة إذ دفعته ليتعلم ويعمل ويحقق ذاته لكنه الآن يلاحقني ويطاردني تحت ذرائع واهية وأعلم أنه محرج أمام قفزات نجاحي.
قلت في سياق الحديث "علينا إذا تغيير عقلية الرجل، أن ننسف الإرث القديم ونبني بدلاً عنه قاعدة فكرية جديدة حتى ينظر إلينا نظرة أعمق وأشمل.
- إنعام: "لقد كان شرطي في الزواج أن أضع العصمة في يدي حتى يمكنني أداء أعمال الجمعية وإدارة أنشطتها بحرية".
وهل توقعت حضور هذا الرجل؟ "سألتها على سبيل الفضول".
إنعام: للأسف ما زال الرجل يعيش نظرية الصياد والفريسة، فالمرأة القوية تزعزع ثقته بنفسه وتشعره بالنقص الكبير ولهذا اتخذت طريق الحياة الحرة دون قيد أو شرط.
- لميس: أظن قد آن الأوان كي نقلب المعادلة ونحرر المرأة من هذا القيد، لابد أن تنال حقوقها كاملة ولن يتسنى لها ذلك، ما دام الرجال هم أصحاب القرار المتنفذون في الدولة.
- مسني شيء من الضيق وحماوة أنثوية دفعتني أن أهب من مقعدي غاضبة فانسحبت مستأذنة.. "عذراً بعد قليل سيعود زوجي إلى الفندق". وعند باب المصعد ودعتني لميس قائلة: سنجتمع مساء في لوبي الفندق، نتمنى لقاءك مجدداً.
- عدت متصدعة من الداخل، حالة من السلبية عكرت مزاجي، منذ متى لم أخض هذه النوعية من الحوارات الحساسة فلطالما كنت أكتب في قضايا المرأة وأحاول تبديد تلك النظرة القاصرة، فهي ليست دمية للهو والمتعة أو كياناً معطلاً عن بناء الحياة، فأنا منسجمة مع النظرة الفطرية التي تجعلها متكاملة مع الرجل.
- وأول داعية لتحرر المرأة من ضعفها ونوازعها الدنيئة وأنانيتها واستخفافها بإنسانيتها والتسطيح الذهني في دائرة الأنوثة.
استوقفني زوجي بينما أنا مطرقة أفكر.
علي: "بماذا كنت تحدثين نفسك؟"
كنت أمشي وراءك منذ فترة.
.ينب: "حديث شيق جمعني مع بعض الصديقات".
علي: الحمد لله أنك تتسلين في غيابي.
زينب: هل تنزل الآن لتناول الغداء في المطعم؟
علي: أنا متعب جداً ومضطر أن آخذ دوشاً سريعاً وأتناول غداء خفيفاً، ففي المساء هناك حلقة نقاشية مهمة أحتاج فيها إلى تحضير بعض الأفكار.
تابع القراءة

البيت السعيد (3)

المتبرجة التي تحدت الله!
هذه القصة حدثت حسب ما ينقل في إحدى الدول العربية وتناقلها بعض الرواة عن طريق الإنترنت ولمضمونها الهادف نذكرها للقراء تعميماً للنفع والفائدة.
هذه الفتاة التي أفرطت في الزينة والتبرج في شهر رمضان الماضي وبشكل لافت جعل المارة في الشارع يلتفتون إليها بالغمز والدهشة، ركبت سيارة الأجرة فنصحها السائق أن تتعفف وتتحجب خصوصاً في هذا الشهر الفضيل، سخرت منه وهي تدفع إليه التليفون النقال قائلة بتحدٍ سافر: (خُذ هذا التليفون واتصل بربك ليحجز لي مقعداً بالنار ولك مقعداً بالجنة!!).
أتدرون.. حلت بها صاعقة فماتت على الفور في مكانها والتليفون في يدها.. حاولوا استخراج التليفون من يدها فلم يفلحوا، قبضت على هذا الجهاز ليكون شاهداً على كفرها يوم القيامة.. وضعت في ثلاجة الموتى على أن يتم دفنها في صباح اليوم التالي، جاءوا صباحاً ليستخرجوها من الثلاثة فوجدوها جثة متفحمة والتليفون لازال في قبضة يدها، تخيلوا دفنت وفي يدها التليفون إذ لم يستطيعوا استخراجه من يدها.
وتلك هي عبرة لأولي الأبصار لنتعظ ولنتفكر بقدرة الله وألطافه الخفية حينما يمهل البشرية الغارقة في الظلم والجحود ونكران الجميل، وأن رحمته علينا يمنحنا الفرصة والوقت كي نتوب ونعود إلى رشدنا.
توأم الروح
ضوابط تحمي الآسرة
1- تحصين البيت من دخوله:
((يا أيها الذين آمنو لا تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم حتى تستأذنوا وتسلموا على أهلها ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون))
من آداب دخول البيت أن يستأذن الإنسان ثم يسلم وإذا لم يجد أحدا فلا يدخل البيت إلا إذا كان مأذوناًَ في دخولها متى شاء من أهلها والسبب مراعاة حرمة البيت فلعّل الرجل مع زوجته أو لعّل المرأة دون حجاب أو لعلّهم يكرهون أن تقع العين على شيء من أمورهم.
2- قوامة الرجل:
الرجل القيم على الأسرة هو صمام الأمان والحامي لها من العثرات.
3- الخادمة الصالحة:
التي تصون أسرار البيت وتحترم قدسية الأسرة وتؤدي واجباتها وخدماتها بأمان وصدق فلا تفشي لهم سراً ولا تذيع لهم خبراً.
4- الحجاب:
وعدم التبرج وإبداء الزينة لأن المرأة ستكون مطمع للأجنبي.
5- غض البصر:
يحمي الرجل والمرأة من مسالك شيطانية تسبب كوارث على الأسرة.
6- عدم الخلوة بالأجنبي:
وعدم مفاكهته فإن هذا يفتح أبواب في المشاكل التي تعصف بإستقرار الأسرة .
7- الرقابة المستمرة والتوجيه:
عين الأم الساهرة وسلطة الأب وتوجيهه يحمي الأبناء ويحصن الأسرة من الإنزلاق في المشاكل.
8- عدم الخضوع بالقول:
((فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض))
الزوجة التي تلحن وترقق في صوتها وغنجها تفتح ثغرة شيطانية للغرباء في التسلل إلى حصن الأسرة ومحاولة البعض استدراجها والتقرب منها.ولهذا كانت المرأة العفيفة هي الذليلة عند زوجها الحصان على غيره.
9- الحصانة العاطفية:
البيت المحصن عاطفياً والذي ترفرف في سمائه أجنحة الحب بيت قوي متماسك فالزوجة المحبوبة من زوجها مشبعة لن تتهافت على إعجاب الرجال والزوج المشبع عاطفياً لن يبحث عن البديل والأولاد المنعمين بالحنان لن يقعوا فريسة لرفقاء السوء وبالتالي ستحتمي الأسرة من أية اختراقات خارجية .
هموم تربوية
أبناؤنا بين الطاعة والعقوق
ثمة مسألة هامة لا يلتفت إليها شيوخنا الأفاضل ودعاتنا الأخيار وهم بصدد وعظ الناس على المنابر أو الحلقات الدينية ومجالس الذكر والتي تخص علاقة ((الأبناء بالوالدين)).
وعلى وجه التحديد انحراف الوالدين أو أحدهما مما يدفع بالأبناء إلى العقوق والدمار..
إنهم – أي الوعَّاظ- يحثون وهو الطبيعي والمفترض في الأمر- على برَّ الوالدين وطاعتهما، وصنع المعروف لهما في الكبر، وعدم التضجر والتأفف منهما فعقوقهما من كبائر الذنوب، بيد أن هناك طرحاً آخر لا يقل أهمية في الساحة وبات يشكل خطرً فادحاً يوقعنا في إشكالات شرعية وملابسات فقهية وهو موقف الابن عندما يكون الوالدين أو أحدهما ظالماً، منحرفاً، مريضاً نفسياًَ، يدمر شخصية الابن أو الابنة كيف يتصرف الابن؟ ما هو موقفه؟ كيف يخرج من جحيم هذه البيئة المريضة التي يكتنفها مناخ ملوث؟
تساؤلات توقع المسؤولين في حيرة لأن العلاقة حرجة وفيها الكثير من التعقيد يعجز الفرد منا أحياناً أن يجد لها مخرجاً مناسباً وحاسماً.
والسبب أنه في الآونة الأخيرة برزت حالات مرضية لأمهات وآباء شذوا عن الفطرة حينما مارسوا ضغطاً نفسياً مدمراً على الابن دفعه إلى الانتحار أو محاولة للانتحار وفي أغلب الأحيان الانحراف أو الإكتئاب النفسي فالآلام والعقد والأمراض كانت تنخرهم يومياً داخل البيت وما منقذ لهم ولا مخرج إلا الشكاية والتظلم.
أبناء وبنات تعرضوا إلى أذى نفسي وجسدي من آباء ساديين أو معقدين وأمهات منحرفات نضبت العاطفة من قلوبهن، مشاكل مصنفة بعناوين مختلفة لا يسع المجال لذكرها وهي تصلنا على شكل أسئلة واستفسارات لطلب النصيحة والمشورة.
المهم في الأمر
هو كيف ننقذ الأبناء الذين يقعون ضحايا والدين من هذا النوع؟ وما هو موقف الشرع والدين من ابن عاق لوالد أو والدة من هذا الصنف؟ وهل هناك قانون يحمي الأبناء؟ أتمنى أن يلتفت أصحاب القرار والمؤسسات وعلماء الدين إلى هذه الظاهرة الخطيرة وأن يتحول الخطاب التقليدي في الاتجاه الآخر بحيث يتم وعظ الآباء والأمهات والانتباه إلى خطورة هذا الأمر وأنهما سينالان عقابهما إن دفعا الابن إلى عقوقهما.. فكما هو مطلوب من الابن برَّ والديه يفترض بالوالدين احتواء الابن ورعايته بحب وحنان ومعرفة حقوقه كاملة.
نصائح ذهبية لحياة سعيدة
لكي تتخلص من القلق والتوتر


1 - البوح والكلام وعدم الكبت.
2 - عدم الالتزام بالمثالية الشديدة.
3 - لا تكن كثير الانتقاد.
4 - أعط الشخص المقابل الفرصة.
5 - لا تعمل الأشياء مرة واحدة.
6 - ساعد الآخرين.
7 - التقليل من الغضب أمام الآخرين.
8 - خطط لبرنامج يومي.
9 - تعلم الاسترخاء.
10- استيقظ صباحاً واعمل رياضة أو تمشي.
11- لا تخلط عمل الوظيفة مع البيت.
12- خذ إجازات متقطعة بين فترة وأخرى.
13- فكر بمقدار يومك ولا تقلق على عمل الغد.
14- تقبل حجم قدراتك.
15- تقبل الناس كما هم لا كما تريد.
16- إطلاق العنان والخيال للتأمل والتدبر.
17- اقرأ كتاباً ممتعاً.
18- ابتسم.
19- حاول أن تكتب ما يضايقك كنوع من التنفيس.
20- تعامل مع الناس بمحبة.
تابع القراءة