مولده ونشأته:
ولد الشهيد المطهري في 13 جمادي الأولى عام 1338هـ قمرية في أرض خراسان، والده المرحوم الشيخ محمد حسين مطهري- تربى الأستاذ الشهيد في حجر هذا الوالد المتقي وابتدأ دراسته في المدارس القديمة، وكلما ارتقى الأستاذ في مدارج العلم والتقوى ازداد حبه وتعلقه بالمسائل الإسلامية، حتى جاءت الساعة التي قرر فيها الرحيل إلى أرض مشهد المقدسة ودرس فيها المنطق والفلسفة والحقوق والأدب، ثم سافر الشهيد إلى قم المقدسة وعمره سبعة عشر عاماً وهو يحمل في قلبه شوقاً وحباً عظيماً إلى دراسة العلوم على يد العلماء الكبار، وبالفعل تحقق له ما أراد ونال مناه، فتشرف بالحضور عند كبار علماء الطائفة آنذاك وهم الإمام الخميني ودرس عنده الأخلاق والدراسات العليا في أصول الفقه ودرس السيد محمد حسين الطباطبائي الفلسفة الإسلامية.
· مميزات النشاط العلمي عند الشهيد المطهري:
تميز النشاط العلمي عند الشهيد المطهري بعدة مميزات لا توجد إلا في القلائل من أمثاله وهذه المميزات ممكن أن نقول أن قسم منها كان فطري وقسم آخر كان بسبب تربيته على يد الإمام الخميني، وقسم آخر كان بسبب اجتهاده وتربيته الإسلامية لنفسه، وأعرض بين يدي القارئ أربع مميزات:
1- كان المفكر الشهيد يعتقد أن رجل الدين يجب أن يتكامل في الأخلاق كما يتكامل في دراسته العلمية، ولا يمكن للإنسان أن يبلغ الكمال إلا بالمعرفة والطهارة النفسية.
2- كان الشهيد يعتقد بحرية الفكر والعقيدة ولكن الحرية النابعة من العلم والمعرفة لا الحرية القائمة على الظنون والأدلة الضعيفة وعدم احترام مقدسات الأديان، وهذا الأمر نابع من إدراك المطهري إلى حقيقة وهي أن حفظ المبادئ الإسلامية ونصرتها لا تتم إلا بقوة العلم ومنح الحرية للأفكار المعارضة ومواجهتها بالقوة العلمية والحكمة الإسلامية، إن الحرية بهذا المعنى هي سر خلود وبقاء الإسلام، وكان المطهري في هذا محقاً لأن الإسلام كان شجاعاً وصريحاً في مواجهته للأفكار المختلفة لأنه يملك الحجة والبرهان القوي.
3- تميز الشهيد بأفق منفتح على جوانب الحياة فكانت بحوثه وكتاباته متنوعة، فكانت له بحوث في العقائد والفلسفة والفقه والمنطق والسياسة والمجتمع وحقوق المرأة والحجاب.
4- كل إنسان مثقف قرأ كتب الشهيد المطهري لا شك أنه وجد خصوصية الإبداع في الطرح، فقد كان الشهيد يتمتع بقوة الإبداع في طرحه للبحوث وكان يملك أسلوباً رائعاً في طرح المشكلات العلمية والاجتماعية ومعالجتها بأسلوب علمي ومقنع، وكان يعتمد في هذا على الآيات القرآنية والنصوص الروائية والبرهان المنطقي وهذه الميزة تبدو بوضوح في مجموعة آثاره القديمة.
5- تميز الشهيد بنفوذه القوي عند الشباب وهذا يرجع إلى إطلاع الشهيد على مشكلات المجتمع، وقد كان لا يترك أية فرصة تسنح له لتوضيح الإسلام وتقديمه بصورة جذابة للشباب، وقام الشهيد بالتدريس والتثقيف في الجامعة وخارجها من أجل تنشئة جيل إسلامي مميز من عمق الجامعة، ولأهمية كتبه الثقافية والعلمية نصح الإمام الخميني الشباب بقراءة كتب المطهري، فقد قال: (أوصي الطلبة الجامعيين الأعزاء والطبقة المثقفة المتنورة الملتزمة، ألا يدعو دسائس غير المسلمين تنسيهم مطالعة كتب هذا الأستاذ العزيز) ولقد كان لهذا الكلام التأثير الكبير على نفوس المسلمين حتى ترجمت مجموعة من كتبه للغة العربية وأصبح المثقف لا يستغني عنها في مطالعته وكتاباته.
· الشهيد والثورة الإسلامية:
للأستاذ الشهيد دور ريادي في مسيرة الثورة الإسلامية، فقد كانت له نشاطات قبل الانتصار وبعد الانتصار، فقبل الانتصار له نشاط سياسي واسع وتأثير كبير في نفوس الشباب الإيراني، وكان في ذلك تابعاً للإمام الراحل وسائرا على نهجه الوضاء، وبسبب قوة نشاطه وحركته السياسية اعتقل مدة ثلاثة وأربعين يوماً، وعلى أثر اعتقاله ضغطت الجماهير والعلماء على السلطات آنذاك وبالفعل أفرج عنه وعاد إلى نشاطه العلمي والسياسي من جديد إلى أن بزغ نور الانتصار على يد قائدها الكبير الإمام الراحل.
· رحل قرباناً للإسلام والثورة:
أدرك أعداء الإسلام الدور التربوي والثوري الذي كان يقوم به الشهيد في أوساط المجتمع الإيراني، وأن بقاء هذا الرجل على الحياة سوف يكون له دور سلبي على الأفكار الغربية والشيوعية فقرر هؤلاء اغتيال الشهيد وبالفعل اغتيل الشهيد والتحق بشهداء الثورة والإسلام، وجمع بين الفضيلتين فضيلة العلماء وفضيلة الشهداء، نعم رحل الشهيد ولكن شمس دمه المشرقة زادت سماء الإسلام مجداً وعظمة وشعت بالنور على الثورة الإسلامية فمنحتها حياة وحركة جديدة، وهذا يوم ذكرى استشهاده يتخذ يوماً رائعاً يوم يحتفل فيه الشعب الإيراني بالمعلمين ودورهم الريادي ويلقى هذا اليوم اهتماماً كبيراً في جميع أنحاء إيران ومن جميع الطبقات من الإمام القائد حظفه الله إلى جميع المستويات العلمية، ومن مجموع تسعون من آثاره العلمية ترجم 64 كتاب إلى 26 لغة من اللغات المشهورة في العالم- حيث الأغلبية وعددهم 55 كتاب إلى اللغة الإنجليزية و 52 أثر باللغة العربية.
ولد الشهيد المطهري في 13 جمادي الأولى عام 1338هـ قمرية في أرض خراسان، والده المرحوم الشيخ محمد حسين مطهري- تربى الأستاذ الشهيد في حجر هذا الوالد المتقي وابتدأ دراسته في المدارس القديمة، وكلما ارتقى الأستاذ في مدارج العلم والتقوى ازداد حبه وتعلقه بالمسائل الإسلامية، حتى جاءت الساعة التي قرر فيها الرحيل إلى أرض مشهد المقدسة ودرس فيها المنطق والفلسفة والحقوق والأدب، ثم سافر الشهيد إلى قم المقدسة وعمره سبعة عشر عاماً وهو يحمل في قلبه شوقاً وحباً عظيماً إلى دراسة العلوم على يد العلماء الكبار، وبالفعل تحقق له ما أراد ونال مناه، فتشرف بالحضور عند كبار علماء الطائفة آنذاك وهم الإمام الخميني ودرس عنده الأخلاق والدراسات العليا في أصول الفقه ودرس السيد محمد حسين الطباطبائي الفلسفة الإسلامية.
· مميزات النشاط العلمي عند الشهيد المطهري:
تميز النشاط العلمي عند الشهيد المطهري بعدة مميزات لا توجد إلا في القلائل من أمثاله وهذه المميزات ممكن أن نقول أن قسم منها كان فطري وقسم آخر كان بسبب تربيته على يد الإمام الخميني، وقسم آخر كان بسبب اجتهاده وتربيته الإسلامية لنفسه، وأعرض بين يدي القارئ أربع مميزات:
1- كان المفكر الشهيد يعتقد أن رجل الدين يجب أن يتكامل في الأخلاق كما يتكامل في دراسته العلمية، ولا يمكن للإنسان أن يبلغ الكمال إلا بالمعرفة والطهارة النفسية.
2- كان الشهيد يعتقد بحرية الفكر والعقيدة ولكن الحرية النابعة من العلم والمعرفة لا الحرية القائمة على الظنون والأدلة الضعيفة وعدم احترام مقدسات الأديان، وهذا الأمر نابع من إدراك المطهري إلى حقيقة وهي أن حفظ المبادئ الإسلامية ونصرتها لا تتم إلا بقوة العلم ومنح الحرية للأفكار المعارضة ومواجهتها بالقوة العلمية والحكمة الإسلامية، إن الحرية بهذا المعنى هي سر خلود وبقاء الإسلام، وكان المطهري في هذا محقاً لأن الإسلام كان شجاعاً وصريحاً في مواجهته للأفكار المختلفة لأنه يملك الحجة والبرهان القوي.
3- تميز الشهيد بأفق منفتح على جوانب الحياة فكانت بحوثه وكتاباته متنوعة، فكانت له بحوث في العقائد والفلسفة والفقه والمنطق والسياسة والمجتمع وحقوق المرأة والحجاب.
4- كل إنسان مثقف قرأ كتب الشهيد المطهري لا شك أنه وجد خصوصية الإبداع في الطرح، فقد كان الشهيد يتمتع بقوة الإبداع في طرحه للبحوث وكان يملك أسلوباً رائعاً في طرح المشكلات العلمية والاجتماعية ومعالجتها بأسلوب علمي ومقنع، وكان يعتمد في هذا على الآيات القرآنية والنصوص الروائية والبرهان المنطقي وهذه الميزة تبدو بوضوح في مجموعة آثاره القديمة.
5- تميز الشهيد بنفوذه القوي عند الشباب وهذا يرجع إلى إطلاع الشهيد على مشكلات المجتمع، وقد كان لا يترك أية فرصة تسنح له لتوضيح الإسلام وتقديمه بصورة جذابة للشباب، وقام الشهيد بالتدريس والتثقيف في الجامعة وخارجها من أجل تنشئة جيل إسلامي مميز من عمق الجامعة، ولأهمية كتبه الثقافية والعلمية نصح الإمام الخميني الشباب بقراءة كتب المطهري، فقد قال: (أوصي الطلبة الجامعيين الأعزاء والطبقة المثقفة المتنورة الملتزمة، ألا يدعو دسائس غير المسلمين تنسيهم مطالعة كتب هذا الأستاذ العزيز) ولقد كان لهذا الكلام التأثير الكبير على نفوس المسلمين حتى ترجمت مجموعة من كتبه للغة العربية وأصبح المثقف لا يستغني عنها في مطالعته وكتاباته.
· الشهيد والثورة الإسلامية:
للأستاذ الشهيد دور ريادي في مسيرة الثورة الإسلامية، فقد كانت له نشاطات قبل الانتصار وبعد الانتصار، فقبل الانتصار له نشاط سياسي واسع وتأثير كبير في نفوس الشباب الإيراني، وكان في ذلك تابعاً للإمام الراحل وسائرا على نهجه الوضاء، وبسبب قوة نشاطه وحركته السياسية اعتقل مدة ثلاثة وأربعين يوماً، وعلى أثر اعتقاله ضغطت الجماهير والعلماء على السلطات آنذاك وبالفعل أفرج عنه وعاد إلى نشاطه العلمي والسياسي من جديد إلى أن بزغ نور الانتصار على يد قائدها الكبير الإمام الراحل.
· رحل قرباناً للإسلام والثورة:
أدرك أعداء الإسلام الدور التربوي والثوري الذي كان يقوم به الشهيد في أوساط المجتمع الإيراني، وأن بقاء هذا الرجل على الحياة سوف يكون له دور سلبي على الأفكار الغربية والشيوعية فقرر هؤلاء اغتيال الشهيد وبالفعل اغتيل الشهيد والتحق بشهداء الثورة والإسلام، وجمع بين الفضيلتين فضيلة العلماء وفضيلة الشهداء، نعم رحل الشهيد ولكن شمس دمه المشرقة زادت سماء الإسلام مجداً وعظمة وشعت بالنور على الثورة الإسلامية فمنحتها حياة وحركة جديدة، وهذا يوم ذكرى استشهاده يتخذ يوماً رائعاً يوم يحتفل فيه الشعب الإيراني بالمعلمين ودورهم الريادي ويلقى هذا اليوم اهتماماً كبيراً في جميع أنحاء إيران ومن جميع الطبقات من الإمام القائد حظفه الله إلى جميع المستويات العلمية، ومن مجموع تسعون من آثاره العلمية ترجم 64 كتاب إلى 26 لغة من اللغات المشهورة في العالم- حيث الأغلبية وعددهم 55 كتاب إلى اللغة الإنجليزية و 52 أثر باللغة العربية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق